كيف تصنع من الحدث فكرة تسويقية؟
يُعنى التسويق بأهمية بالغة لدى المؤسسات وأصحاب المشاريع فهو الحلقة الرئيسية لإيصال المنتجات والأفكار للعملاء وفق طرق وأساليب تختلف من مؤسسة لأخرى، وفي هذا يجتهد مسؤولي التسويق ومندوبي المبيعات داخل كل مؤسسة في البحث عن محتوى تسويقي مناسب يلبي رغبات العملاء ويشعرهم بضرورة اقتناء المنتج، وفي زمن التنافس بات التسويق يحتاج إلى أفكار إبداعية يتفاعل معها الجمهور من أجل زيادة عدد الوصول الى العملاء المتوقعين وبالتالي تحقيق هامش من المبيعات مُرضي للمؤسسة التجارية أو الاقتصادية، وفي ظل الحياة التي نعيشها تحدث العديد من الأحداث التي جعلت من المسوقين وصناع المحتوى التسويقي يبدعون في صناعة محتوى تسويقي جذاب للجمهور يتفاعل معه على الواقع أو على مواقع التواصل الاجتماعي فيزيد الاهتمام لدى شرائح العملاء ويمكن أن يزيد التعريف بالمشروع والمنتج لأشخاص لم يكونوا يعرفون عن المنتج نفسه شيئا.
في الآونة الأخيرة ومع انتشار فيروس كورونا عبر العالم وأصبح حديث الساعة لدى الصغير والكبير على مواقع التواصل الاجتماعي أو خارجها سعى العديد من المسوقين الى إظهار أفكارهم التسويقية الإبداعية من أجل كسب عملاء جدد وزيادة حصتهم من المبيعات، حيث صنع أحد طباخي الحلويات بفرنسا الحدث وذلك بعدما انتشرت آخر طبخاته على مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزيون وذلك بصنع حلوى على شكل فيروس جعلت الكل يتحدث عن الأمر وكأنها سابقة في الكون فكسب الطباخ ومحله الشهرة من خلال ما تم عرضه على مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفاز فنشرت قناة يورونيوز الفيديو الخاص به تحت عنوان: "شوكولاتة على شكل فيروس كورونا في فرنسا".
وفي أزمة كورونا أيضا اشتغلت بعض محلات بيع وشركات مواد التطهير والتجميل الحدث والأزمة التي انتشرت في العالم، فصنعت شركة لاش lush لمواد التنظيف والتجميل شعارا تسويقيا على واجهات كل محلاتها المنتشرة عبر العالم (ادخل واغسل يديك مجانا) استغلت نصائح الأطباء في ضرورة تنظيف اليدين للوقاية من انتشار فيروس كورونا فدفعت بكل المارة على محلاتها إلى الدخول لداخل المحل وغسل أيديهم فبالتالي سوف يتم تجريب أنواع الصابون والمطهرات المتواجدة بالشركة وقد تلزمك للشراء أيضا.
صناعة المحتوى التسويقي الإبداعي واستغلال الأحداث في شهرة المنتجات ورفع من سقف المبيعات ليس بالأمر الجديد ففي سنة 2013 استغلت شركة أوريو (وهي شركة لصناعة البسكويت) ما حدث في نهائي مباراة للبيسبول بأمريكا وهو حدث عالمي ينتظره الأمريكيون وغيرهم كل سنة، أين انقطعت الكهرباء لمدة 35 دقيقة كاملة جعلت المباراة تتوقف طيلة هاته الفترة لتجعل هلعا لدى الجميع، شركة أوريو استغلت الحدث لصالحها لتكسب جمهور جديدا فنشرت على حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي عبارة (أوريو تضيء حتى في الظلام) «power out ? no problem» وهذا كنانة على طبقة الكريمة البيضاء التي تتواجد وسط قطعة البسكويت في إشارة منها حتى لو انقطع الكهرباء فهذا لا يمنعكم من رؤية أوريو وتناولها، هذا المشور تفاعل معه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل رهيب جدا فوصل منشور الفاسبوك إلى 20000 إعجاب خلال 5 دقائق فقط و15000 متفاعل على التويتر، بل عنونت الصحف لاحقا بأن أوريو تفوز بنهائي البيسبول!!
ولو نقترب من المؤسسات العربية سنجد أنها هي كانت بعض المحتويات التسويقية الخاصة بها كانت إبداعية وواكبت العديد من الأحداث، ففي الجزائر استغلت شركة بيمو للبسكويت أيضا الحدث العالمي في السينما والمتمثل في إطلاق الموسم الرابع من الفيلم الشهير la casa del papel لتقوم بصناعة محتوى تسويقي لفائدة الجمهور جعلت كل المتابعين في الجزائر يتفاعلون معها على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك وهذا بعدما نشرت منشور قبل يوم من انطلاق الموسم الرابع من منتوجات بيمو.
وهذا قد واصلت الشركة استغلالها للحدث لتتفن في صناعة فكرة تسويقية ابداعية بعد إصدار الفيلم فاستغلت ما جرى داخل إحدى حلقات الموسم وأنه كانت بعض الأحداث بالمدينة الجزائرية تيميمون، فكانت هذه النقطة فكرتها لزيادة عدد المتفاعلين من خلال محتوى جديد، والجذير بالذكر أن بعض المتفاعلين تعرف على بعض المنتجات الخاصة بشركة بيمو والتي كانت متوفرة في السوق ولكن لم يعلم يوما أنها كانت لهاته الشركة.
تشكل العملية التسويقية حاجة ضرورية لصنع حدث تفاعلي يزيد من اهتمام الجمهور بمنتجات الشركات وزيادة الوصول اليها اكثر من خلال استقطاب عملاء جدد، مما توجب على صناع المحتوى ومسؤولي التسويق لدى المؤسسات مواكبة الأحداث من أجل زيادة الإبداع في المحتوى واستغلال مثل هاته الأحداث أحسن استغلال.